أحدث المشاركات

09‏/06‏/2018

مدخل الى علم الاجتماع


علم الاجتماع :

 

أولا :نشأة علم الاجتماع


- الخلفية التاريخية لظھور علم الاجتماع :

لقد عرفت المجتمعات الإسلامية في العصور الوسطى تغيرا قويا حول الرقي الحضاري في جميع مجالات الحياة الفكرية، الاجتماعية، السياسية، الاقتصادية والثقافية، فنتيجة للتأثير العميق للمبادئ السامية التي جاء بھا الاسلام والداعية إلى تقديس العلم وتحرير العقل والعمل من أجل تحقيق حياة أفضل للإنسان.
في المقابل كانت أوربا تحيا في سبات وظلام دامس ألزمھا فترة طويلة فعرفت تلك المرحلة بعصور الظلام... وفي حدود القرن النھضة عرفت أوربا الحديثة نقلتھا النوعية نحو العلم وإحداث القطيعة المعرفية مع التفكير مقبل العلمي (الميتافيزيقي) (لاھوتي فلسفي ديني)، واعتبرت تلك الفترة مرحلة قطيعة تاريخية على كل المستويات الاجتماعية والحياتية مع تفكير القرون الوسطي، ولقد كان أوربا نحو ھذا الاتجاه نتيجة لعدة أسباب منھا

أ -الحروب الصليبية: وما نتج عنھا من احتكاك بين الشرق والغرب حيث استفاد الغرب من الكثير من الإسهامات الأدبية ...
ب -الثورة الصناعية : التي اتجھت نحو تحول البناء الأساسي الاجتماعي والاقتصادي في أوربا وبقية أنحاء العالم، ففي البداية كان نموھا بطيئا غير أن تقدم العلم (الرياضيات (عمل على تعجيل عملية اختراع ...
مفھوم العلوم الاجتماعية: ھي ذلك الحقل المعرفي الذي يھتم بدراسة الإنسان في تفاعلاته الاجتماعية على مختلف الأصعدة وفي علاقته مع إنسان آخر أو جماعة أو مؤسسة أو دولة أو حتى في تعامله مع موارده المادية لأجل صياغة أطر تفسيرية عامة تمكننا من الفھم والتنبؤ والتحكم والتوجيه والتكيف .

ثانيا :مفھوم علم الاجتماع

إن عملة تعريف علم الاجتماع ليست أمرا سھلا ولاتزال تمثل واحدة من المشاكل الجوھرية التي ظھرت مع بداية ظھوره واستمرت مع تطوره فليس ھناك إجماع على تعريف معين أو محدد إذ أن موضوعات علم الاجتماع متعددة ومختلفة ويصعب التعبير عنھا تعبيرا واضحا شاملا ودقيقا وبالتالي فقد اختلف علماء الاجتماع في تعريفھم لعلمھم وثار جدل كبير حول الموضوعات التي يدرسھا ونتج عن ذلك أن تعددت تعريفات ويمكننا أن نذكر أھما  :
يرى سوروكين أن"علم الاجتماع ھو دراسة الخصائص المشتركة بين كل أنواع الظواھر الاجتماعية "ويعرفه ماكيفر بـأنه "العلم الذي يھتم بدراسة المجتمع "

 

ثالثا :موضوع علم الاجتماع

إن موضوع علم الاجتماع ھو الظواھر الاجتماعية بدون تحديد لمجال جغرافي أو بشري معين، فھو كعلم قائم بذاته يھتم بالظواھر الاجتماعية كما توجد في الواقع الاجتماعي وبما لھا من خصائص نوعية واقعية محددة، وبما تنشأ بينھا من علاقات وفق السنن الاجتماعية النوعية التي تحتاج للكشف عنھا إلى مناھج خاصة .
فالظاھرة الاجتماعية تختلف عن غيرھا من الظواھر في ھذا العالم، إن في أصلھا أو طبيعتھا أو في خصائصھا، وھي تمثل الوحدة الأساسية في المجتمع، وھي المادة الأولية التي يتكون منھا النسيج الاجتماعي، ومن خلالھا نكتشف شبكة العلاقات الاجتماعية، وبفحصھا نتبين مدى سلامة أو ضعف ھذه الشبكة، ولھذا فھي موضوع علم الاجتماع .

- أنواع الظواھر الاجتماعية :

يمكن تصنيف الظواھر الاجتماعية إلى صنفين من الظواھر كل صنف يضم نوعين :
أ -الظواھر الأولية والظواھر الثانوية :فالظواھر الأولية ھي نوع من النشاط الفردي أو الجماعي الذي أخذ صفة العموم والثبات في المجتمع مثل :الزواج، الزنا، الإدمان على المخدرات، ارتداء صنف مميز من اللباس، ...أما الظواھر الثانوية فھي تلك الأشكال المحددة التي يدخل الناس بمقتضاھا في علاقات اجتماعية مثل :النظم، والعادات، الأعراف والمؤسسات الاجتماعية
ب -الظواھر السليمة والظواھر المرضية :فالظواھر السليمة أو الصحية ھي الظواھر المھتدية العامة أو الخاصة -والظواھر المعتلة أو المرضية ھي الظواھر الضالة، ومعيار الإھتداء والضلال في ھذا لا عبرة له بالانتشار أو العموم، بل باستجابتھا للفطرة وقربھا أو بعدھا عن منھج P .

رابعا:أھمية علم الاجتماع

1. إدراك الفوارق بين الثقافات
يمكننا علم الاجتماع بادئ بدء، أن نرى العالم الاجتماعي من وجھات نظر غير مالدينا، وإذا فھمنا بشكل صحيح أسلوب حياة الآخرين، فإننا على الأغلب نكتسب فھما أفضل لطبيعة ما يواجھونه من مشكلات، كما أنه لا تتوافر للسياسات العملية التي لا تنطلق من ...
2: تقييم آثار السياسات
من ناحية أخرى فان البحث الاجتماعي يقدم مساعدة عملية في تقييم نتائج المبادرات السياسية، فقد يخفق احد برامج الإصلاح العملية في تحقيق الأھداف التي وضعھا مصمموه...
3: التنوير الذاتي
من ناحية ثالثة يستطيع علم الاجتماع بوسائل اخرى اكثر أھمية ان يزودنا بالتنوير الذاتي وتعميق فھمنا لأنفسنا، وكلما ازدادت معرفتنا بالبواعث الكامنة وراء أفعالنا وبأساليب عمل المجتمع الذي نعيش فيه . . .

خامسا :أھداف علم الاجتماع

-الھدف الأول: الكشف عن الظواھر أو الوقائع التي تتصل بالناس ومحاولة التعرف عليھا بدقة وشمولية بحيث نعرف أبعادھا وحجمھا وطبيعتھا ومدى انتشارھا وتكرارھا .
-الھدف الثاني: تحديد العلاقة أو العلاقات التي تحكم الظواھر المدروسة بغيرھا من الظواھر وتحديد ما إذا كانت سببا أو نتيجة لغيرھا من الظواھر، أي الكشف عن السنن التي سنھا P عز وجل إما لتنظيم وتوجيه الظواھر أو لتفسيرھا .
-الھدف الثالث: التوقع بما ستؤول إليه الظاھرة في مستقبل الأيام . -الھدف الرابع: التحكم والسيطرة على الظاھرة ومحاولة توجيھھا لصالح الإنسان، وھذا يعني استخدام النتائج المتوصل إليھا في تنظيم وإعادة تنظيم حياة الناس وجعل معيشتھم في ھذه الدنيا أقل حرمانا وأكثر يسرا وسعادة .

سادسا :وظائف علم الاجتماع

-لعل أھم الوظائف التي ينفرد بھا علم دراسة المجتمع ھي تصنيف أنماط العلاقات الاجتماعية المختلفة التي تقع وراء وجود ظواھر مثل الجمعيات والمؤسسات وتتسبب في وجودھا .
-يسعى إلى اكتشاف العوامل الأساسية التي تحكم التغير والاستمرارية )الديمومة (في الحياة الاجتماعية حتى يمكن وضع قوانين سوسيولوجية عالمية قابلة للتطبيق وحتى يمكن أيضا تطوير العلم انطلاقا من التعميمات الإمبريقية والتي كانت ضرورية إلا أنھا غير كافية .
-إن مھمة علم الاجتماع أن يجمع نتائج العلوم والتخصصات الأخرى القائمة في العلوم الاجتماعية مثل التاريخ وعلم السياسة وعلم الاقتصاد والأنثروبولوجيا ويربطها ببعضنا البعض وفحص المصطلحات والمفاهيم التي تعبر عن الحياة الاجتماعية ككل، لھذا وصفه أوغست كونت بعلم العلوم ...

سابعا :رواد علم الاجتماع

أولا : عبد الرحمن ابن خلدون
-حياته وأعماله :
( ھـ732) م1332 ولد ابن خلدون في تونس عام في أسرة ذات علم وأدب، فقد حفظ القرآن الكريم في طفولته، وكان أبوه ھو معلمه الأول شغل أجداده في الأندلس وتونس مناصب سياسية ودينية مھمة وكانوا أھل جاه ونفوذ، نزح أھله من الأندلس في منتصف القرن السابع الھجري، وتوجھوا إلى تونس، وكان قدوم عائلته إلى تونس خلال قضى أغلب مراحل حياته في تونس والمغرب الأقصى وكتب الجزء الأول من المقدمة ،حكم دولة الحفصيين بقلعة أولاد سلامة بالجزائر، وعمل بالتدريس في جامع الزيتونة بتونس وفي المغرب بجامعة القرويين وبعدھا ، في فاس وفي آخر حياته تولى القضاء المالكي بمصر ، في الجامع الأزھر بالقاھرة بمصر والمدرسة الظاھرية وغيرھم توفي في ، خاصة أنه سليل المدرسة الزيتونية العريقة وكان في طفولته قد درس بمسجد القبة ً متميزاًبوصفه فقيھا القاھرة ھـ .(ومن بين أساتذته الفقيه الزيتوني الإمام ابن عرفة حيث درس بجامع الزيتونة 808)م 1406 سنة المعمور ومنارة العلوم بالعالم الإسلامي آنذاك .
- أھم أفكار ابن خلدون :
أ /العصبية: ھي الشعور الداخلي الذي يشد أفراد القبيلة إلى بعضھم في حالات المواجھھة فتتقارب العواطف ويتعاون الأفراد لمواجھة الأخطار التي تھددھم، فيتحركون تلقائيا بمشاعر مشتركة ويستجيبون تلقائيا بمشاعر مشتركة...
ب /العمران: يشير مفھوم العمران عند ابن خلدون إلى حالة التجمع والتفاعل الاجتماعي بين عناصر المجتمع والبنى المشكلة له، وبدافع ضرورة الحياة الاجتماعية والطبيعة الاجتماعية للنفس البشرية وإن مھمة الباحث الاجتماعي ھي تتبع أحوال الاجتماع البشري والتطورات التي تطرأ عليھا والمعبرة عن أشكال الحياة الاجتماعية، ففي دراسته للعمران البشري حاول ابن خلدون الجمع بين الوقائع التاريخية في تطور الحياة الاجتماعية ....
ويفرق ابن خلدون بين نوعين من العمران :
-العمران البدوي: والذي يمثل بداية كل حياة مجتعية طبيعية، وعادة ما يتمركز ھذا النوع من التجمع البشري خارج نطاق المدن والحضر ويتميز بخصائص مميزة كالقوة، والميل للحرب....
-العمران الحضري أو المدني: وھو الذي ينشأ في المدينة على أنقاض حياة البداوة أو ھو تطور طبيعي لحياة البداوة.
ج /الملك: يرى ابن خلدون أن الملك ضروري للعمران البشري من خلال قدرته على تنظيم حياة الناس وامتلاكه للسلطة القاھرة التي تفرض تنظيم حياة المجتمع وھو نوعان :
الملك التام: ويشير ھذه النوع من الملك لحالة السيطرة الكاملة على الرعية وھي التحكم في شؤونھا كلھا
الملك الناقص :ويشير إلى ذلك النوع من الملك المحدود في سلطته على رعاياه وضعفه في التحكم في كل
شؤون الناس ''من قصرت به عصبيته عن الاستعلاء عن جميع العصبيات ..وكان فوقه حكم غيره ''
د -البداوة والحضارة: حدد ابن خلدون مفھوم البداوة من خلال تحديد صفات أھل البدو وخصائص حياة البداوة فيقول أن أصل العمران البشري الحضري وحياة الحضر ھو البدو، على اعتبار أن حياة الحضر ھي تطور طبيعي عبر الزمن للبداوة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

روابط الصفحات الاخرى

مدونة أرشيف العلوم الإجتماعية :

مدونة عربية شخصية مختصة في نشر كل المواضيع المتعلقة بالعلوم الإجتماعية بشتى فروعها وتخصصاتها ، سواءََ بحوث أو مقالات أو كتب .