أحدث المشاركات

12‏/06‏/2018

النمو اللغوي :

النمو اللغوي:


1 –  مقدمة
2  –  النمو اللغوي:
أولاً-  المؤشرات على تطور النمو اللغوي
ثانياً-  الكفاءة اللغوية
ثالثاً-  الأنوية في اللغة
رابعاً-   العوامل المؤثرة في الحصيلة اللغوية
خامساً-   جملة الطفل    
سادساً –   تنمية المهارات اللغوية
سابعاً-    اللغة والتفكير
3–  متطلبات النمو في الطفولة المبكرة
أولاً-    متطلبات النمو الجسدي
ثانياً-    متطلبات النمو الإجتماعي
ثالثاً –   متطلبات النمو الإنفعالي
رابعاً –   متطلبات النمو العقلي
4 –  خاتمة
5 –  المراجع
1 – مقدمة
اللغة هي الأداة التي يّعبر بها الفرد عن كل ما يدور في ذاته ، وهي لا تُخلق مباشرة كأعضاء الجسد بل تحتاج الى وقت للنمو ، وإن النمو اللغوي يبدأ من بعد السنة الثانية، حيث أن هذه المرحلة من أهم المراحل من حيث المستوى التحصيلي والتعبيري والمفاهيمي .
وللنمو اللغوي قيمة كبيرة في التعبير عن الذات والتوافق الاجتماعي والنمو العقلي.
في ما بين السنة الثانية والثالثة تزداد مفردات الطفل وفي ما بين ايدينا بحث يحاول التعرف على نمو الطفل في هذه المرحلة .



2- النمو اللغوي

أولاً – المؤشرات على تطور النمو اللغوي
بعد نهاية العام الثاني من عمر الطفل يكون قد تجمع لديه قاموس لغوي يبلغ حجمه حوالي خمسين كلمة حتى يصل الى الفي كلمة في السنة الخامسة .
يتوقع من طفل هذه المرحلة إتقان أكثر لنطق الاصوات اللغوية، وأن تختفي بعض الأخطاء التي كانت موجودة سابقاً ، مثل النطق الطفلي لبعض الكلمات أو إبدال بعض الحروف. كما يظهر إتقان الأساليب اللغوية ،لكن الطفل في هذه المرحلة يحاول الابتكار فيأنث كلمة أحمركما يعمم النفي . وبتوجيه من الكبار يحاول تصحيح هذه المفردات.
هذا وإن النظرية المعرفية في اكتساب اللغة تجعل دور الطفل ليس مجرد اكتساب اللغة تقليداً، إنما هناك محاولة للابتكار في ما يعبر عن مشاعره واحساسه ، أما نظرية التعلم الاجتماعي ترى ان التقليد هو الاساس في تعلم الطفل اللغة .
إن إصرار الأطفال في هذه المرحلة على الابتكار ظاهرة عامة ، تعكس نزعة الطفل الى تأكيد ذاته واشباع دافع الكفاءة والسيطرة لديه.
وثمة مشكلة تواجه الطفل وهي استعمال اللغة الدارجة ، مما يجعل اللغة الفصحى لغة ثانية ، تختلف عن لغة الأم ، وهذا عامل من عوامل ضعف الاطفال في امتلاك اللغة الفصحى ، ولكن الامر يتوقف على المستوى الثقافي والتعليمي للأم والأسرة.
ثانياً – الكفاءة اللغوية
يقصد بالكفاءة اللغوية قدرة الطفل على انتاج التراكيب واستعمال الأساليب المختلفة ، وقد ساد في السابق تصور لتعلم اللغة قائم على ترابطات ميكانيكية ،فالكلمة تكتسب معناها بالاقتران بالشيء الذي تعنيه ، وتدعم بالتعزيز، وقد دعم هذا التفسير نظريات التعلم التي تستند الى السيكولوجية الترابطية .
* قدم بياجيه تصوراً عن النمو اللغوي من سنتين الى سبع فقال: أن الطفل يبدأ في تمثيل العالم ذهنياًعن طريق الرموز من صور وكلمات والتي تمثل البيئة. وإن تفكير الطفل في هذه المرحلة يكون متوهجاً نحو ذاته لا يهمه سوى ذاته ويحاول اكتساب مهارة الكفاءة اللغوية في اكتساب صيغ التعبير ، من خلال التقليد والاستنتاج ،فإذا قيل له هات الملعقة ، يصبح قادرأً على قول هات القلم وهات المسطرة.
* وإن بندورا وافق بياجيه في تعلم الطفل من خلال الملاحظة والتقليد.
* وفي الستينات ظهرت نظرية تشومسكي فجعل للطفل جهاز لاكتساب اللغة متمثلاً بصندوق تصله المُدخلات اللغوية لتسنبط منها القواعد والقوانين أي أن اكتساب اللغة يقوم على اكتشاف الطفل أصول وقواعد لغته .
* جون مكنمارا ثار على تشومسكي وقال ان التعلم يحصل بالضبط ، فالطفل قادرا أن يفهم أنماط معينة لموقف ينطوي على تفاعل انساني مباشر وفوري .
* أما فيجوتسكي قال أن الطفل ينمو في البيئة الاجتماعية ويتأثر فيها ، وأن اكتساب اللغة ناتج عن حاجته اليها للتواصل مع الآخرين ،وان التفكير يرتقي عند الطفل من خلال ارتقاء لغته أو كلامه ،فاللغة إندماج بين الخارج المصغى اليه وبين الداخل المفكر فيه. إذاً ،التفكير يعتمد على اللغة .
ثالثاً – الأنوية في اللغة
يقصد بالأنوية تكرار الكلمات والمقاطع الصوتية والمونولوج الفردي والمونولج الجماعي ، بحيث أنه يتكلم مع نفسه دون أن يتفاعل مع الآخرين ، وإنه وان تكلم مع الآخرين فيكون لمصلحته أو لذاته . ان بياجيه درس نمو الطفل من سن الرابعة حتى السابعة ، فوجد أنه في سن الرابعة يكون أنوي جيداُ وتتوقف الأنوية في سن السابعة ، حيث يختلط بالمجتمع والمدرسة فيضطر للحوار مع الآخرين والتفاعل معهم . وإن تفكير الطفل قائم بين الانعزالية وبين التفكير المتدامج في المستوى الاجتماعي . ويعتقد الطفل حتى سن السادسة بأن التفكير يرتبط بحركة الفم ، وكأن الصوت هو الفكر .
إن اللغة مهمة في حياة الطفل ، ولنمو اللغة في مرحلة الطفولة المبكرة ثلاث نتائج:
1- اللغة تساعد الطفل على الاتصال بالآخرين .
2-التصور الذهني أو التفكير وفهم الرموز.
3-الإدراك المسبق للفعل.
رابعاً- العوامل المؤثرة في الحصيلة اللغوية
الحصيلة اللغوية هي عدد الكلمات التي يكتسبها الطفل وتصبح جزءاً من مدخراته المعرفية . ومن العوامل المؤثرة في النمو اللغوي :
·         النضج والعمر الزمني.
·         الذكاء.
·         الصحة الجيدة .
·         تفوق البنات على البنين .
·         الحالة الاقتصادية والاجتماعية الجيدة .
·         حركة الطفل وانفعاله مع المجتمع.
·         الاستقرار في الاسرة .
·         الحضانة والتشجيع .
·         ثقافة الوالدين.
ولا شك في أن الأكثر أهمية من كم المفردات هو ظهور الأساليب اللغوية وقدرة الطفل على إحداث تركيبات لغوية ، وطول الجملة التي يكونها.


خامساً- جملة الطفل
وضع روجر براون نظرية في طول الجملة وقسّم تطور اللغة الى خمس مراحل وكل مرحلة عبارة عن ما بين نصف وثلاثة أرباع السنة .
المرحلة الأولى : تسيطر عليها الجمل القصيرة ما بين كلمتين وأربع كلمات ، ولا يقف الطفل عند تقليد الكبار بل يحاول إنتاج جمل جديدة فهم يقلدون الكبار في كلمة أو كلمتين منها، التي هي كلمة المحور. وهذه الجمل تحمل الدلالات التالية : الاشارة لتركيب الوصف جملة اسمية او فعلية .
المرحلة الثانية : ما بين كلمتين وأربع أو خمس كلمات ، والتطور يظهر في إنتاج أشكال لغوية ( وجمع المفرد واستخدام حرفي الجر في وعلى وال التعريف والفعل المضارع والماضي ….)
في المراحل الثالثة والرابعة والخامسة تظهر الأساليب اللغوية المختلفة مثل الاستفهام ، النفي….. ولا بد ان يحصل على القواعد اللازمة لها ، وفي المرحلة الرابعة تحصل له القدرة على التصريف،وفي المرحلة الخامسة يحسن التحويل الى الاساليب اللغوية دونما أخطاء ، فبالسيطرة على التحويلات يسهل التواصل مع الآخرين.
سادساً- تنمية المهارات اللغوية
إن التواصل والحوار حاجة يومية فالطفل بحاجة ماسة الى الحوار منذ الساعات الأولى من الحياة وتبدأ بالنظرة والابتسامة والحركة والحكاية ، ولتكن بداية الحوار الإجابة عن أسئلته ، وإن حوارنا معه يعني أننا نقيم له وزناً.
إن التحدث والاستماع هما المهارتان اللتان يتوصل بهما الطفل الى التفاعل والتواصل مع الآخرين ، وبداية انفكاكه عن التمركز حول ذاته ، وتفيد الدراسات أن الطفل في سن الرابعة قادر على ان ينقل إلى مستمعيه بعض المشكلات السهلة بنجاح خصوصاً اذا ما تلقى تغذية من المستمع مثل : أعد ما قلت…
ومما يعيق التواصل عدم إتقان الطفل مهارة الاستماع.
أما فنجوتسكي فقال : ان حوار الطفل مع الآخرين هو بعد سن الرابعة أما قبلها فإن كل حواره هو مع ذاته ، بحيث يعتبر أن ذاته أكثر تفهماً له من أي مستمع آخر وأعطاها الصفة الاجتماعية .
وتفيد الدراسات أن الطفل يكيّف كلامه تبعاً لمستمعه فحواره مع الطفل يختلف عن حواره مع الكبار.
سابعاً- اللغة والتفكير
اللغة هي أداة للتعبير أما الفكر فهو المفهوم والمعنى الذي يدور في الذهن وإن العلاقة بينهما كانت لها نظرات متعددة ، حيث قال البعض أن مهاراتالتفكير عند الطفل يظهر مع اكتسابه مهارة الأداء اللغوي وهذا ما دافع عنه “بونر” و”فيجوتسكي”  فالتفكير موجود مع اكتساب اللغة وقال البعض أن النمو اللغوي والنمو المعرفي يمكن أن يكونا مستقلين عن بعضهما في بدايات النمو بحسب فيجوتسكي . وقال البعض أن النمو اللغوي يمكن أن يعتمد على النمو المعرفي بحسب بياجيه ، أما علماء التعلم الشرطي والاجتماعي والاقتراني فهم ينظرون الى اللغة وفقاً لمعادلة مثير واستجابة فالكلمة استجابة لمثير ما .
3 – متطلبات النمو في الطفولة المبكرة

أولاً- متطلبات النمو الجسدي :
1- إن النشاط الذي يتمتع به الطفل يحتاج  إلى تمارين مضبوطة بحيث يتمكن الطفل من المشي والركض وصعود الدرج.
2- تبعاً للعضلات الكبيرة لدى الطفل بحيث يزداد حجم العضلات بنسبة 15 % من وزن الجسم ما بين 5 و7 سنوات(1)  فلا بد من توفير أدوات للعب والرسم ذات الحجم الكبير لأنه لا يستطيع التحكم بالأصابع (2)
3- تنظيم أوقات الطفل بين النشاط العنيف والهادئ والراحة بسبب نزعته إلى العنف .
4- رسم الأشياء بصورة كبيرة لصعوبة التركيز على الأشياء الدقيقة .
5- يزداد الهيكل العظمي في النضوج وتتحول معظم الغضاريف الى عظام ولكن المفاصل وعظام الدماغ لا تزال لينة  فيجب حماية الطفل من الضربات
6- تجنب المنافسة بين الفتيان والفتيات في المهارات الدقيقة لتفوق البنات في النمو .
7- يبرز في هذه المرحلة استعمال الطفل لإحدى  يديه وعادة يستخدم 90 % من الأطفال اليد اليمنى (3) أما بالنسبة للذين يستعملون اليد اليسرى فلا يجب الإصرار على إستخدام اليد اليمنى لما قد يسبب التبول اللاإرادي والجلجلة في الكلام .
ثانياً- متطلبات النمو الإجتماعي :
1- يميل اطفال هذه المرحلة إلى تكوين صداقات مع أقرانهم وقد تكون بين الجنسين ومن الضروري توجيه الطفل ليدرك  معنى المجتمع وتقوية الميل الإجتماعي عنده وتعليمه المعايير الإجتماعية السليمة وتعويده على رؤية الغرباءومجالستهم ومحادثتهم لتكوين روح المشاركة لديه.
2- تميل جماعات اللعب في هذه المرحلة إلى أن تكون صغيرة وهي عرضة للتغيير لذا لا تحتاج الى قلق من المعلمين ، وإن تحتاج إلى الضبط حتى لا تأخذ عملية التنقل المستمر في اللعبة وبين الأصدقاء طابع عدم الإستقرار وحتى يتمكنوا من النمو في النشاط الذي سيفضلونه .
3- كثيراً ما تحدث مشاحنات تتلاشى بالنسيان ولا بد من تهيئة بيئة مفتوحة يتوفر فيها  أنشطة       وأدوات مختلفة حيث تتجدد الأدوار ويسهل الإنتقال من نشاط إلى اخر .
4- يستمتع الأطفال باللعب التمثيلي وينبع معظم ما يبتدعونه من خبراتهم الخاصة فيجب الإستفادة من هذه الخاصية عن طريق التدريب على التخيل لإكتساب بعض الخبرات الإجتماعية كاحترام الكبار وتنمية الثقة بالنفس عنده وتشجيعه على المسؤلية بالتدرج .
5- يبدأ الوعي بالدور الجنسي فمن الضروري أن تتوافرأنشطة وخبرات وأدوات تساعد على تحقيق ما يعرف بالتنميط الجنسي و تبرز الفروقات الجنسية فيولي الصبيان أهمية كبرى للقوة الجسدية أكثر مما تعني الفتيات (4)
(1) توما جورج خوري، علم النفس التربوي   ص 80
(2) مريم سليم علم النفس التربوي   ص 79
(3)مريم سليم علم النفس التربوي    ص 81
(4) فاخر عقل – علم النفس التربوي    ص 104
ثالثاً – متطلبات النمو الإنفعالي :
1- يميل أطفال هذا السن إلى التعبير عن انفعالاتهم بحرية وصراحة وكثيراً ما يأتون بثورات غضب كردود فعل لبعض المواقف الضاغطة ولابد من توفير الطرق للتعبير عن مشاعرهم .
2- تشيع مشاعر الغيرة في هذا السن فيجب توزيع العطف والحب والحنان والرعاية بين الأطفال في الأسرة حتى لاتتولد الغيرة (1).
3- من حاجات الطفل الحاجة إلى الوسائط الثقافية والألعاب وذلك لشغل مآزمه العاطفية والوجودية فللنمو في مختلف مراحله تحديات تطرح عليه فلا بد من مجابهتها بثقة من خلال شغلها نفسياً واللعب على حرية التحرك بين الواقع والخيال والحقيقة والوهم .
4- من حاجات الطفل الحاجة الجمالية والحاجة الترويحية ، فلا بد من تقديم فرص الإشباع ، وتلعب الجماليات دوراً في عملية الإنتماء الثقافي وبناء الهوية الوطنية .
5- الطفل بحاجة إلى معايير وقوانين تنظم نزواته وتقنن رغباته لحمايته من القلق الذاتي فالأوامر والنواهي يجب أن تكون لصالح الطفل وليس لصالح الكبار .
6- الحاجة إلى الإنتماء : فالطفل بدوره يريد بناء هوية شخصية تكفل الإنتماء الإجتماعي ، تعرفه على ذاته من خلال الإعتراف العاطفي والإجتماعي بهذه الذات وذلك من خلال سلسلة  تماهيات  يقوم بها الطفل مع الأشخاص المرجعيين الذين يشكلون المثل الأعلى والقدوة بالنسبة له من هنا خطورة الإعتماد الكامل على الخادمات والمربيات وإذا كان لابد من الإعتماد عليهن فيجب العناية والدقة في اختيارهن من حيث الشخصية وطريقة المعاملة والخبرة.
رابعاً – متطلبات النمو العقلي :
1- الحاجة إلى المعرفة فالطفل يريد أن يعرف كيف يكبر ويسيطر ويحسن التعامل مع عالمه فالمعرفة ليست كمية من المعلومات هنا بل هي ممارسة لإكتساب المهارات التي تشكل المدخل للنجاح المدرسي والفكري والعلمي اللاحق
2- أبرز مظاهر النمو العقلي هو النمو اللغوي حيث أن الطفل ينهي عامة الخامس وهو يعرف حوالي 2500 كلمة فالقدرة اللغوية هي وسيلة للتواصل والنمو العقلي (2) وينبغي لذلك تهيئة الفرص للكلام والتحدث وتدريبهم على الأصغاء الجيد  مما يساعد على الثقة في أنفسهم على التعبير الكلامي .
3- الخيال والإبداع من أبرز خصائص النشاط العقلي  في هذه المرحلة وينمى باللعب ورواية القصص والرسم والإيقاع .
(1) جابر عبد الحميد علم النفس التربوي
(2) مريم سليم علم النفس التربوي    ص 81

4 ـ  خاتمة

أطفالنا هم شباب المستقبل وكلما ساعدنا الطفل على تنمية قدراته وأفكاره كلما كان أقوى وأقدر على أن يتخطى الصعاب في حياته بطريقة مثلى وتمتع بثقة في نفسه والقدرة على بناء شخصيته.
5 – المراجع

(1)توما جورج خوري – علم النفس التربوي
(2 )    مريم سليم – علم النفس التربوي – دار النهضة العربية
(3)       مريم سليم – علم النفس النمو – دار النهضة العربية
(4)    فاخر عقل –  علم النفس التربوي
(5)   جابر عبد الحميد – علم النفس التربوي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

روابط الصفحات الاخرى

مدونة أرشيف العلوم الإجتماعية :

مدونة عربية شخصية مختصة في نشر كل المواضيع المتعلقة بالعلوم الإجتماعية بشتى فروعها وتخصصاتها ، سواءََ بحوث أو مقالات أو كتب .