أحدث المشاركات

11‏/06‏/2018

اضطرابات الانتباه :

اضطرابات الانتباه:

1/ التطور التاريخي لمفهوم اضطرابات الانتباه:
يعود الاهتمام باضطرابات الانتباه إلى العهد اليوناني حيث أشار "جلودتسن/ Goldsteinفي 1990 إلى أن الطبيب اليوناني جالين كان يصف الدواء للأطفال ذوي النشاط الحركي المفرط لتهدئتهم. وفي عام 1845 قام الطبيب الانجليزي "ستل/ Stillبوصف الاضطرابات التي نعرفها حاليا اضطراب الانتباه والحركة المفرطة على أنها قصور غير عادي في التحكم بالذات، وقد عزا ذلك إلى اضطرابات في المخ أو الوراثة أو إلى عوامل بيئية أو طبية أخرى. كما لاحظ ارتفاع نسبة هذه الاضطرابات بين الذكور أكثر من الإناث، وقد أوصى ستل بعلاج هذه الحالات والإبقاء عليها داخل المصحات لحين استكمال العلاج. ومن الاحتمالات الأولى عن الأسباب الممكنة للإصابة باضطرابات نقص الانتباه ما توصل إليه "تريجولد/ Tredgold, 1908حيث أوضح أن النشاط المفرط لدى الطفل يتصل اتصالا مباشرًا بتلف المخ العضوي، والذي ينشأ كما في اعتقاده عن إصابات يتعرض لها المخ، أو الحرمان من الأكسجين، أو مشاكل قد تعرض لها الجنين قبل ولادته، أو إصابة عند الميلاد.
وحاول "Childersعام 1935 التمييز بين خصائص الطفل ذي اضطرابات الانتباه وخصائص الطفل الذي يعاني إصابة في الدماغ، فوجد أن عددا محدودا من الأطفال ذوي اضطراب الانتباه يعانون من إصابات في الدماغ.
وكان من بين الجرحى في الحرب العالمية الثانية العديد ممن أصيبوا في الدماغ مما نتج عنه ظهور حالات كثيرة من مشكلات الانتباه والأرق والسلوك الاندفاعي، وقد أشارت نتائج البحوث آنذاك إلى ارتباط هذه الاضطرابات بإصابات الدماغ. وفي 1937 استخدم "برادلي/ Bradleyعقار بنزدرين Benzedrine (وهو يستعمل لعلاج الصداع وزيادة معدل ضغط الدم) بغرض تحسين الأداء المدرسي لكثير من الأطفال الذين يعانون من هذا الاضطراب، فلاحظ تحسنا ملحوظا في الانتباه بالإضافة إلى تحسن في الأداء في اختبارات الذكاء.
ولقد أدت هذه النتائج بالعديد من المختصين إلى التساؤل عن جدوى استخدام الأدوية المنشطة لعلاج اضطرابات الانتباه وتبع ذلك إجراء العديد من البحوث والدراسات في (هذا المجال. (جراد فليك: ترجمة الفت كحلة، 2011، 47- 49.
2/ مفهوم اضطراب الانتباه:
يعتبر مصطلح اضطراب الانتباه من المصطلحات التي ظهرت حديثا، حيث لم يتم التحديد الدقيق لهذا الاضطراب إلا في بداية الثمانينات من هذا القرن، أي كان يشخص على انه ضعف في المقدرة على التعلم، أو خلل بسيط في وظائف المخ (MBD) Minimal BrainDysfunction أو إصابة بسيطة في المخ (MBI) Minimal Brain Injury أو نشاط حركي مفرط. ويعكس هذا المصطلح الصعوبات الانتباهية التي تظهر بشكل واضح لدى الأطفال، وقد يصاحب هذا الاضطراب فرط في النشاط أو لا يصاحبه. (السيد على سيد احمد وفائقة محمد بدر، 1999، 34)، وهو متغير الصفات وغير واضح المعالم وينتشر بنسبة 3%-5% لدى الأطفال في سن المدرسة الابتدائية "kavale & forness, 1987" ويحدث هذا الاضطراب للأطفال ابتدءا من سن الثالثة ولكن نادرا ما لا يتم تشخيصه حتى يدخل الطفل المدرسة ويظهر بدرجة كبيرة لدى الذكور أكثر من الإناث.(ابتسام حامد السطحية وخالد ابراهيم الفخراني، 2001، 36).
وجاء دليل التشخيص الإحصائي الثالث للاضطرابات العقلية DSM IIIالصادر عن جمعية الطب النفسي الأمريكية عام 1980(APAليشير إليه على انه :" اضطراب له أعراض سلوكية تميزه وقسمه إلى نوعين: الأول هو اضطراب الانتباه المصحوب بالنشاط الزائد، والثاني هو اضطراب الانتباه غير المصحوب بالنشاط الحركي المفرط" ، وظل على هذا المنوال حتى قام "برينو وزملاؤه/ Porrino et al, 1988بدراسة أعراض اضطراب الانتباه، وأوضحت نتائج التحليل العاملي لهذه الدراسة أن عجز الانتباه وفرط النشاط الحركي عرضان لاضطراب واحد وليسا مستقلين، لذا قامت جمعية الطب النفسي الأمريكية بإجراء مراجعة للطبعة الثالثةDSM III- 1987 دمجت فرط النشاط الحركي مع اضطراب عجز الانتباه ومنذ ذلك التاريخ أصبح يطلق عليه اضطراب الانتباه. بعدها أجرى "لاهى، وبيلهام/lahey & pelham,1988دراسة مماثلة للدراسة السابقة التي أجراها بورينو وزملاؤه عام 1983 وتوصل إلى نفس نتائج الدراسة السابقة حيث بينت أن عجز الانتباه وفرط النشاط الحركي عرضان متلازمان لاضطراب واحد.(السيد علي سيد احمد، 1999، 34)، لذا جاء دليل التشخيص الإحصائي الرابع للاضطرابات العقلية الصادر عام 1994 أكد ما ورد في مراجعة عام (1987).
تعريف الموسوعة الفلسفية 1960:
"اضطراب الانتباه هو الاضطراب الذي يشمل كلا من الشكل التلقائي والإرادي للانتباه ويدور حول  الضعف في القدرة على تركيز العمليات العقلية في الاتجاه المطلوب..." . ويتضمن ذلك في انخفاض الذكاء، وضعف القدرات العقلية وعدم القدرة على التأثر بالأحداث  .
أعراض اضطراب نقص الانتباه:
عاني المصابون باضطراب نقص الانتباه من أغلب الاعراض التالية:
1. مشاكل في التركيز والانتباه لموضوع معين:
·         تسرح دون ان تنتبه وتبدأ بالتفكير في مواضيع أخرى حتى وانت في منتصف محادثة.
·         يتشتت انتباهك بصورة كبيرة.
·         صعوبة في التركيزفي محادثات او حتى في قراءة كتاب.
·         صعوبة في إكمال المهام حتى البسيطة منها.
·         تجاهل التفاصيل.
·         النسيان المستمر للمهام او مكان وضع الاشياء.
2. فرط الانتباه:
قد يكون اسم الاضطراب هو نقص الانتباه لكن يميل المصابون بهذا الاضطراب الى التركيز الزائد في موضوع يعجبهم كفلم معين أو كتاب او لعبة الكترونية بحيث يفقد الشخص عندها كل حس للزمان او المكان او محيطه من الناس.
3. قلة التنظيم والنسيان المستمر:
·         الفوضى وقلة ترتيب الاشياء سواء في البيت او المكتب..
·         الميل لتأجيل الاعمال دائما.
·         التأخير الدائم عن المواعيد او الاعمال.
·         دائما ما تفقد او تنسى اين وضعت اشيائك.
·         عدم المقدرة على تقدير الوقت اللازم لأداء المهام.
4. الاندفاع:
·         الميل لمقاطعة الاخرين اثناء حديثهم.
·         قلة التحكم في النفس.
·         وجود ميول إدمانية.
·         التصرف بطيش وعفوية دون التفكير بالعواقب.
·         القيام بالتصرفات الخاطئة اجتماعيا مثل ترك اجتماعات او مقاطعة الاشخاص.
5. مشاكل وصعوبات عاطفية:
·         الاحساس الدئم بعدم الانجاز.
·         مشاكل في التعامل مع الضغط.
·         تقلبات مزاجية
·         قلة الثقة بالنفس.
·         فقدان الدافع للقيام بالاشياء.
6. فرط النشاط والحركة:
·         الشعور الدائم بالتأهب وعدم الراحة.
·         الميلان الدائم للمخاطرات.
·         الملل السريع من الاشياء.
·         عدم المقدرة على الجلوس لوقت طويل.
·         الكلام المفرط.
·         القيام العديد من الاشياء بذات الوقت.
أما بالنسبة لتأثير اضطراب فرط الانتباه على حياة الفرد وصحته فمن الممكن أن تسبب ما يلي:
التاثير على صحة الانسان الجسدية والنفسيةقد يسبب اضطراب نقص الانتباه الأكل القهري (اي الرغبة الملحة بتناول الطعام) وسرعة الادمان على الاشياء والمواد مثل الكحول او حتى المخدرات كما قد يسبب الاضطراب القلق الدائم والمستمر والتوتر وفقدان الثقة بالنفس كما قد يسبب الفشل في الحياة العملية او الدراسية لصعوية التركيز في المهام وحضور المواعيد المهمة.
أما على صعيد العمل والوضع الماليفيمكن لهذا الاضطراب أن يؤثر بصورة سلبية فالشخص المصاب كما ذكرت سابقا يصاب بالشعور بعدم الانجاز الدائم ويكون غير قادر على انجاز مهام عمله بالوقت المناسب.
مشاكل بالعلاقات الاجتماعيةيكون صعبا على المصاب ابقاء علاقات دائمة مع اصدقائه او شريكه.
العلاج:

بإمكان الشخص المصاب بالاضطراب أن يعالج نفسه عن طريق الخطوات التالية لكن الأمر يحتاج الى التخطيط والالتزام:
·         الأكل الصحي وممارسة الرياضة بصورة منتظمة اذ من شأن الأكل الصحي والابتعاد عن السكر والحلويات بشكل عام أن يكون عاملا مهدئا.
·         النوم لوقت كافي.
·         تنظيم الوقت بكتابة جداول ووضع ملاحظات الكترونية ومنبهات حتى للمهام التي تبدو تافهة وصغيرة من شأنه أن يساعد جدا.
·         ضع جهدا في العلاقات الاجتماعية قد يبدو هذا مزعجا لكن على الشخص المصاب ان يحاول ان يخرج مع الاصدقاء وان يلتزم بالاتيكيت الاجتماعي كأن لا يقاطع الاشخاص اثناء الحديث وان لا يتسرع باالكلام.
·         إخبار الاصدقاء والاقارب عن الموضوع من شأنه أن يساعد في خلق بيئة تدعم الشخص وتحاول ان تساعده للأفضل.

في حالة لم تنفع كل هذه المحاولات قد ينصح الطبيب المختص الشخص المصاب بعرض نفسه على مختص يساعده لتنظيم المشكلة وفي حالة لم ينجح المختصون قد يضطر الشخص لأخذ بعض الأدوية والتي يصفها الطبيب المختص والتي يعمل تسمى بـ ”محفزات“ اذ تعمل على تحفيز افراز هرمونات مثل الدوبامين الذي يساعد على التركيز وتقليل الارهاق.
هناك بعض الجدل بخصوص ما اذا كان اضطراب نقص الانتباه هو مرض حقا او محاولة من الاشخاص كي يلقوا باللوم على كسلهم وعدم انجاز واجباتهم او مهامهم وتأخيرهم على اضطراب لا يد لهم فيه. كما يدعي بعض الأشخاص أنه فقط محاولة من شركات الادوية لاختراع مرض لترويج أدويتهم.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

روابط الصفحات الاخرى

مدونة أرشيف العلوم الإجتماعية :

مدونة عربية شخصية مختصة في نشر كل المواضيع المتعلقة بالعلوم الإجتماعية بشتى فروعها وتخصصاتها ، سواءََ بحوث أو مقالات أو كتب .